دخلت جماعة الرباط، على خط أشغال الهدم التي باشرها المكتب المسير لنادي اتحاد الفتح الرياضي، في أجزاء من ملعب "بيلفيدير"، ما خلف موجة حزن واستياء لدى الشارع الرياضي في العاصمة الرباط.
وكشف لحسن العمراني نائب عمدة الرباط، على حسابه الشخصي بمنصة "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي، أن الجماعة، على اعتبارها الجهة المالكة للملعب، رخصت للنادي يوم 10 فبراير الماضي إنجاز أشغال صيانة (الكهرباء والترصيص، والصباغة، والأرضيات..)، موضحا أن الشروع في هدم بنيات ومدرجات الملعب يوم 9 من الشهر الجاري، رغم ان الترخيص لا ينص على ذلك، جعل عمدة الرباط يأمر في اليوم الموالي بإنجاز محضر معاينة عن طريق مفوض قضائي، وإنجاز معاينة ثانية لهذه المخالفة عن طريق قسم التعمير بالجماعة، والتي أثبتت أن الأشغال التي يتم إنجازها، مخالفة لمضمون الترخيص، مضيفا أن رئيس جماعة الرباط راسل السلطات المحلية، لإخبارها بالمخالفات التي تمت معاينتها
كما راسل العمدة يوم الأربعاء الماضي رئيس نادي الفتح الرياضي لمطالبته بالتوقف عن الأشغال غير المرخصة، مذكرا بأن عمليات الهدم والبناء تخضع لمسطرة مغايرة ولا تنجز إلا بناء على ترخيص مسبق.
من جهته، برر الفتح الرياضي عمليات الهدم، باكتشاف الشركة المكلفة لـ"تشققات كبيرة كانت موجودة في البناء"، مضيفا في بلاغ صحفي أن المكتب المسير اتخذ هذا القرار بناء على توصية المكتب المسؤول عن مراقبة وتتبع الاشغال، الذي قام بتقييم المخاطر المتعلقة بالوضع الحالي للبناية، وأوصى بضرورة الشروع في هدم الجدران المتضررة بشكل عاجل، لظروف متعلقة بالسلامة مستقبلا.
وخلفت صور أشغال هدم ملعب بلفيدير الذي يعد معلمة من معالم كرة القدم الوطنية، مشاعر حزينة لدى الجمهور الرياضي الذي يمتلك ذكريات كثيرة فيه، سواء تعلق بالمنتخب الوطني في فترة الستينات والسبعينات أو بفريقي الفتح والجيش الملكي اللذان خاضا فيه مباريات محلية وقارية تاريخية والعديد من المباريات الدولية لجميع المنتخبات الوطنية والأندية المغربية، إضافة إلى مجموعة من الدوريات الدولية في كرة القدم.
وشيد ملعب "بيلفيدير" في العام 1929، عن طريق جوزيف مويينا، الرئيس السابق لنادي الأولمبيك المغربي، قبل أن يوضع الملعب تحت تصرف الفريق الفتحي، إضافة إلى استقباله لأول تجمع إعدادي للمنتخب الوطني بعد الاستقلال. يشار إلى أن الملعب هو في ملكية جماعة الرباط، ويستغله الفريق الرباطي بناء على عقد يمتد لـ99 سنة، أمضى منها الفريق حوالي 69 سنة حتى الآن، وكان مقررا أن تمتد عملية الهدم إلى قاعة بوعنان، قبل أن يتم توقيفها.